الأدب الإسلامي

 

يأتي التعبير بعد التفكير

(1)

بقلم : أديب العربية الكبير معالي  الدكتور عبد العزيز عبد اللّه الخويطر

الرياض ، المملكة العربية السعودية

 

 

القول السديد يأتي بعد التفكير العميق، يأتي معبرًا عن الفكرة التي توصل إليها العقل، وخير الأفكار ما أدير في الرأس، وقلب على عدة وجوه، حتى يستقر الأمر على صورة واحدة منه، يرضى عنها مفكرها، بعد أن جاب آفاق الرأي، ووازن وقارن، واستقصى وتعمق.

     ثم يأتي بعد الفكر التعبير عنه، واختيار أشرف الألفاظ، وأصدق الجمل، وأسلس الأساليب، وبعد أن يكون وضع لذلك كلّه المنهج العدل، والخطة السليمة، وعرف المدخل إلى القول، وختامه، ولحمته.

     والقارئ الحاذق يعرف عند القراءة ما تعب فيه قائله، أو جاء دون تعب أو تمحيص، بل ارتجالاً سريعًا، تنقصه الروية، ويعوزه حسن الطرح؛ وفيه سيماء الضّحالة، وعلامات الصنعة والاقتسار، فلا استقصاء ولا استيعاب، ولا ترتيب ولا تنظيم، يسبق منه ما كان يجب أن يتأخر، ويتأخر ما يجب أن يسبق. يدخل فيه ما ليس منه، ويخرج منه ما كان يجب أن يكون في صدره، ويهمل منه ما كان يجب أن يكون المحور، ويوضع في صدره ما كان مكانه الحاشية والطرف.

     وإنها لنعمة كبرى أن يتعود الإِنسان أن يسبق تفكيرُه قَولَه، ففي هذا منجاة من الزلل، وضمان من الخطأ؛ فإذا أصبح هذا السلوك الحسن هو العادة المسيطرة، والنهج المتبع، فهذا مصدر فخر واعتزاز، ومنبع سعادة لا تعدلها سعادة.

     وقد تراكم في التراث جمع كبير من أقوال السابقين المفكرين، تعج به الكتب، وتضيء به الصفحات، وهو ثمرة حضارات مختلفة، تلاقى بعضها، وأخذ بعضها من بعض، فالبضاعة الرائجة لا تقف في سوق واحد، بل تنتقل من سوق إلى سوق، ومن رجل إلى رجل.

     والمستقرئ للتراث يجد الأقوال السديدة، التي جاءت نتيجة تفكير منظم عميق، ولها صور مختلفة، وأنواع متعددة، تتشكل وتتلون حسب المواضيع، واستقراؤها يزيد ثقافة المتتبع لها، عن ذهن قائلها، والنهج الذي اتخذته عقول مفكريها.

     ونجد بينهم اختلافاً واتفاقًا، اختلافًا في طَرْق الموضوع بعد اختياره، وطريقة السير فيه، والنهج المتبع؛ واتفاقًا في التبحر والاستقصاء، وعرك الأمر، وإبرازه أحيانًا في صفة حكمة، أو مثل، أو تحت تحديد يحدد إطارًا يُفَصَّل داخله القول.

     واللجوء إلى حصر الفكر في عدد يُلتزم بـه عند بدء القول، قبل الدخول في التعداد، والشرح، والتفصيل، من أبرز الأساليب التي تدل على أنه بذل في الرأي جهد كبير قبل تقرير النتيجة، وإخراجها للناس.

     ولو حاول الإِنسان كما سبق أن لاحظت أن يتتبع الأفكار التي وضعت تحت عدد يحصرها، لفوجئ المتتبع بكثرة ما كتب من عدد اثنين إلى عشرة، وهو نهج مختار عند بعض المفكرين، وكأنه يقدمه أمام قوله شهادة بأن الأمر سبقه تفكير عميق، واستقصاء واسع، حتى لم يعد هناك إضافة للعدد المثبت.

     وقد نستسهل الأمر ونحن نقرأ عصارة الأفكار، التي جاءت بهذا الحصر، ونظن أن هذا الأمر جاء نتيجة تكفير متأن فقط، ولكننا قد نكتشف بعد التدبر أن الأمر أخذ سنين قبل أن يصل قائله فيه إلى هذا القول، وأنه كان يستقرئ الحوادث مع مرور الزمن، فيتصيد منها ما يدخل في سياج الحظيرة التي أعدها لمثل هذا النوع من الصيد.

     ولهذا يصبح مجموع ما استنتجه، ووضعه في الإِطار الذي أعده له، حكمة بالغة، لايدخل عليها النقص، ولا الزيادة المخلة؛ فلو أراد إنسان أن يزيد واحدة على العدد الذي حصره المستقصي، أو ينقص واحدة، لما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

     وأحكم الأقوال في هذا المجال الأحاديث النبوية، ففيها حصر وافٍ، وفيها إحاطة دقيقة، ومعها حكم صائب؛ ويكون مؤداها القبول لكل من نظر فيها، ونصبح إطارًا قيّمًا يهتدى به في أمر الدين.

     وأول ما يقابل المسلم من الأحاديث التي تعدد الإِشارات، الأحاديث التي تختص بالعقيدة، وفي أول جزء من صحيح البخاري، في كتاب الإِيمان، تبتهج العين، ويستنير الفكر، بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في هذا المجال، فقد جاء التعداد في هذا الحديث المهم كما يلي:

     «بني الإِيمان على خمس: شهادة أن لا إلٰه إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»(1).

     هذا القول الذي يبين الأساس الذي يقوم عليه إيمان المسلم، وهو قول عرفناه منذ كنا في سنواتنا الابتدائية الأولى، وحفظناه، ورددناه، ولكننا ننظر اليوم إليه، زيادة عما نحرفه عنه، ونؤمن بما يدعو إليه، ونعتنق ما يأمرنا به، على أنه إطار متقن لقول سديد، اتبع فيه أسلوب التروي والتفكير، وإبرازه في أبهى صورة وأكملها، ومن أقدر على هذا من النبي الأمين، الذي يأتي قوله حجة منيرة، وهديًا مضيئًا.

     ومن عرف الدين معرفة تامة، ودرس علومه، وتفقه في نصوصه، وأحاط بالتفاسير، وشروح الأحاديث، لن يستطيع أن يضيف إلى ماجاء في هذا القول عنصرًا واحدًا، أو ينقص جزءًا منه. ومن حاول فسيجد أن ما قد يضيفه لا يدخل في الأسس التي يقوم عليها الدين، ويكمل بها الإِيمان.

     ولو تتبع المرء ما جاء معددًا في الحديث خاصًا بالهدي الإِسلامي وإرشاده لوجد كثيرًا من الأحاديث التي تأتي في إطار التعداد، والتي يحدد فيها الحد قبل الدخول في التفصيل.

     ومن الأقوال، التي تتصف بهذا، القول الآتي عن النبي صلى الله عليه وسلم:

     «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان»(2).

     لقد حصر العلامات التي يعرف بها المنافق، فأي رذيلة في المعاملة لو أريد لها أن تضاف لوجد أنها تخرج عن هذا النطاق، وتدخل في آخر، ولو أريد إسقاط إحدى الصفات لبقى التعريف ناقصًا، والعلامات مبتــورة. والاستقــراء، والتتبع يؤكــد هذا. فالرسول - عليه الصلاة والسلام - لم يرتجل هذا القول ارتجالاً، ولم يقله دون تروٍّ وتبصر، وهدي من الله سبحانه وتعالى ، وما كشف له من صفات المنافقين، ولم يخل زمنه منهم، ولعلهم من أدق من ينطبق عليهم هذا التعريف. فهم له أوضح دليل وأبينه، وهو صلى الله عليه وسلم خير من يعرف حسنات الأمة، وسيئات من فيها، وخير من يحكم فيعدل.

     والإِيمان نفسه، ونحن في صحيح البخاري، نجول في روضه، ورد عنه قول فيه عدد يحدد ما يندرج تحته، وهو أيضًا في حدود الثلاثة مثل سابقه:

     «قال عمار: ثلاث من جمعهن فقد جمع الإِيمان:

     الإِنصاف من نفسك، وبذلك السلام للعالَمِ، والإِنفاق من الإِقتار»(3).

     إن هذا القول عصارة فكر نيّر، لم ينطق بها إلا بعد أن وزنت بميزان الجواهر الدقيق؛ والإِسلام والمسلمون الخيرون يكررون دائمًا الإِنصاف من النفس، والإِنتصار على النفس، ومقاومة النفس وشهواتها؛ ويقولون أولى بالإِنسان أن يتغلب على نفسه قبل أن يتغلب على الناس، فهي الميزان لقوة الإِرادة، ونجاح العزم، والنفس بنص القرآن الكريم أمّارة بالسوء، لأن العاطفة لها وقود، والهوى لنارها مؤجج.

     وبذل السلام من الأمور التي يحث الإِسلام على المبادرة بها، وإفشائها في المجتمع، وقد اهتم بتنظيمها، فجعل الراكب يلقي السلام على السائر، والسائر على الواقف، والواقف على القاصد. ومع هذا حث على السبق إلى السلام؛ لأنه دليل الأخوة والمحبة، والمهادنة، واسم يدل عليه، وأهميته تتبين من اشتراكه مع الإِسلام في الكلمات نفسها، وفي جذرها.

     أما الإِنفاق مع الفاقة فدليل الصلة القوية مع المجتمع، ومع أفراده، والمشاركة لهم في شرائهم، والبعد عن الأثرة، وحب النفس، وتقديم مصلحة الآخرين، مما يشعر بالرضى، والسعادة، وهو أمر لا يعرفه إلا من منَّ الله عليهم، ودخلوا فيما ذكره عمار من فضيلة.

     والصحابة رضوان الله عليهم يسيرون على الطريق الذي علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، ويهتدون بهديه، ويراعون ذلك بدقة، فطبعوا تفكيرهم على النهج الذي رسمه الإِسلام للفكر، فجعلوا تفكيرهم يسير في هذا المنحى، ويتشكل في هذا القالب.

     وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول قولاً فيه العدد، يمثل إطارًا لبعض ما أراد أن يلفت النظر إليه، من نقص في المجتمع، متماثل في بعض جوانبه، وهذا هو القول:

     «قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه :

     إذا كان المال عند من لا ينفقه، والسلاح عند من لا يستعمله، والرأي عند من لا يقبل منه، ضاعت الأمور»(4).

     هذه يدرر منثورة، ألقاها أبوبكر رضي الله عنه لا يمكن إلا أن تضيء في المجتمع الذي تسلمها، ولو تمعنا في كل جملة من الجمل الثلاث، لرأينا الرابطة بينها، وهي التي جعلت أبا بكر رضي الله عنه يقدمها محفوفة بإطارها؛ فالشيء إذا وجد ولم ينتفع به، فعدمه خير من وجوده، لأن وجوده قد يوحي بالاعتماد عليه، ولكنه يخونه عند اللزوم فلو تصورنا سلاحًا ظن صاحبه أنه سيفيده فيما لو هاجمه وحش، فلم يتق الوحش اعتمادًا على السلاح، فلما احتاج إليه وجد أنه لا ذخيرة فيه، أو أن في آلته عطل يمنعه من أداء المطلوب منه، فهذا قد يعرضه للهلاك، نتيجة اعتماده على سلاح لا يعتمد عليه.

     والمال عند من لاينفقه مثل البذور في الأرض السبخة، وعدم المال خير من وجوده عند من لاينفقه، لأن وجوده بهذه الصورة يسيء سمعته في مجتمعه، ولو لم يوجد بقي معذورًا مثل غيره ممن لا يُتطلع إلى مساهمته في الشدائد، والنجدة عند الحاجة. والمال لم يوجد إلا ليخدم صاحبه، وتكديسه دون الاستفادة منه لذلك، يضيع الهدف الأساسي الذي أوجب الجهد في جمعه، والتعب في الحصول عليه، أو المحافظة عليه وإنمائه، إن كان إرثًا، وإنفاقه في حقه.

     والرأي إذا كان سديدًا، ولم يقبله أخرق فَقَدَ فائدته، ودخل صاحبه في الصورة التي رسمها الشاعر:

أمرتهم أمري بمنعرج اللوى

فلم يَستبينوا الرشد إلا ضحى الغد

     ونلتفت إلى ما سجل في آداب الأمم الأخرى من أفكار جاءت بعد التدبر، ووضعت في إطار عدد حكمها، ووحد بين أفرادها، فجاءت صفاتٍ منظومة في سلك مضيء واحد، وأصبحت صورة من صور الحكمة:

     «كانت الفرس تقول:

     من قدر على أن يتحرز من أربع خصال لم يكن في تدبيره خلل:

     الحرص، والعُجب، واتباع الهوى، والتواني»(5).

     فالحرص فيه رائحة البخل، وقد يأتي الإِلحاح الممجوج، وهو نقيصة تشين الإِنسان، وتخل بتدبيره، كما تقول هذه الحكمة المنيرة، والحرص يضر التدبير، لأنه ينفر الناس، ويوحش الأقرباء، والناس دون أنفسهم في سبيل الحرص على مصلحتهم.

     والعُجب كبرياء مرذولة(6)؛ لأن فيها التعالي على المُساوِي، وفي هذا إهانة لا يقبلها الحُرُّ، والمستغني، وإن اضطر صاحب الحاجة إلى تحملها فإنه يتحملها على كره، وتشحنه طوال الوقت بالبغضاء، وليس هذا ما يعمر الجسور بين الناس، ولا ما يقوي صِلات الأخوة والمحبة بينهم.

     واتباع الهوى يؤدي إلى المهالك، ويقود إلى مهاوي الردى؛ فهو يقفل العقل عن أن يرى النافع، ويعمي العين عن أن ترى الضار.

     والتواني يضيع القصد، ويفوت المكاسب، ويورث الحسرة والندم.

     وننتقل إلى رجل من حكماء العرب، عرف بالحكمــة، وحسن المنطـق، وصواب الرأي، والأناة عند التصرف، وهو الأحنف بن قيس، وقد أدلى بدلوه في العدد وما يمكن أن يكون إطارًا له من القول الحكيم، والرأي الصواب، فجاء قوله في سياج ثلاثة الأعداد:

     قال الأحنف بن قيس: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة:

     حليم من جاهل، وبر من فاجر، وشريف من دنيء»(7).

     هؤلاء ثلاثة ضد لثلاثة، ثلاثة يقفون مع أصحاب اليمين، وثلاثة مع أصحاب الشمال، ثلاثة نورر الحق يجللهم، وثلاثة ظلام الباطل يغمرهم، وشتان بين الفريقين.

     لا ينتصف حليم من جاهل، فهذا في واد، وهذا في وادٍ؛ الحليم يخفض جناحه، ويأخذ الأمر من سعة، والجاهل لاجّ في غيه وعماه، وصدره ضيق منحشر، والحليم يتحمل أدبًا، وحسن خلق، والجاهل ينفعل ويحمق لجهله، وقصر نظره، وعمى رأيه، والحليم يرجو ثواب الله، وهذا الجاهل يريد كسب الدنيا ولو بالباطل والمغالطة؛ والحليم يرعى مكانته، ومنزلته في مجتمعه؛ والجاهل لايهمه ذلك عند كسب موقف، ولو لم يكن له حق فيه؛ والحليم نظره بعيد، والجاهل لا يرى بعيدًا عن أنفه.

     ولا ينتصف البَرُّ من الفاجر؛ لأن هذا على النقيض من ذاك، البَرُّ يريد الخير، والفاجر وراء الشر، والبرّ خلف الفضيلة، والفاجر في سياق الرذيلة، والبر يتلمس النفع لمجتمعه، والفاجر لا يهمه المجتمع. والبر يتبع النور، والفاجر غارق في الظلمة، والبر يتلمس مواطن النفع، والفاجر لا يطربه إلا ما يشبع به رغبته وهواه، ولو كان فيه الضرر.

     ولا ينتصف الشريف من الدنيء؛ لأن هذا من طينة وهذا من طينة، وهذا يراعي مركزه ومقامه، وهذا على استعداد لإِهدار مكانه ومقامه؛ وهذا له حسب ونسب، وهذا يرمي باسمه عرض الحائط.

     وعلى هذا فما قاله الأحنف هو عين الصواب، ولقد أحسن في اختيــار هـذا العدد أمام هذا العدد، وهـذا يؤكــد نظــرتنا إلى تنظيم الفكـر الذي يمن الله سبحانه وتعالى بــه على مـن يشاء من عباده، وكيف أنهم يتدبرون القول، ويستقصون حدوده، ثم يضعون له الإِطار اللائق به، الإِطار الذي عندما يراه الرَّائي لا يملك إلا أن يعجب به، ويؤمّن على صحته وصدقه.

     ولعل من المناسب أن نعود مرة أخرى ونريح أنفسنا في ظل أقوال تروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم محكومة في إطارها بالعدد، فنرى الفكر المنير الذي نتوقع أن يملأ النفس.

     فلنأخذ الحديث الآتي مثلاً لما حصره الرسول صلى الله عليه وسلم في خمس عشرة مسألة:

     «روى الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

     إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء:

     إذا أكلوا الأموال دولاً، واتخذوا الأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا؛ وأطاع الرجل زوجته، وعق أمّه، وبر صديقه، وجفا أخاه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وأُكرم الرجل مخافة شره، وكان زعيم القوم أرذلهم؛ وإذا لُبس الحرير، وشربت الخمر، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمّة أولها، فليترقبوا بعد ذلك ثلاث خصال:

     ريحًا حمراء، ومسخًا، وخسْفًا»(8).

*  *  *

الهوامش:

صحيح البخاري: 1/7.

البخاري: باب علامات المنافق: كتاب الإيمان: 1/14.

صحيح البخاري: باب السلام من الإيمان: 1/12.

البصائر: 2/175.

البصائر: 1/228.

راجع الآتي ص: 292.

البصائر: 4/173.

البيان والتبيين: 2/262.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، جمادى الأولى 1435 هـ = مارس 2014م ، العدد : 5 ، السنة : 38